للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السحر اليوم، فقال له صفوان: اسكت فضَّ الله فاك (١)،

فوالله لأن يرُبَّني (٢) رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن (٣).

[ثبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]

وانحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمين، وثبت معه نفر قليل من المهاجرين والأنصار (٤)،

وأهل بيته، فيهم: أبو بكر، وعمر،


(١) فض الله فاك: أي كسر أسنانك وأسقطها. انظر النهاية (٣/ ٤٠٦).
(٢) يربني: أي يكون علي أميرًا وسيدًا، انظر النهاية (٢/ ١٦٦)، وهذه رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وفي رواية ابن حبان في صحيحه قال: لأن يليني.
(٣) أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه برقم ٤٧٥٤، وقال محققه: حسن، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٦/ ٤١٢).
(٤) روى الترمذي في جامعه وقال: حديث حسن صحيح برقم ١٦٨٩ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: لقد رأيتنا يوم حنين، وإن الفئتين لموليتان، وما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة رجل، قال الحافظ في الفتح (٨/ ٢٩ - ٣٠): هذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم حنين، وروى أحمد في مسنده بسند ضعيف برقم ٤٣٣٦، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فولى الناس، وثبت معه ثمانون رجلًا من المهاجرين والأنصار، وهذا لا يخالف حديث ابن عمر، فإنه نفى أن يكونوا مائة، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين، وأما ما ذكره النووي في شرح مسلم أنه ثبت معه اثنا عشر رجلًا فكأنه أخذه مما ذكر ابن إسحاق في السيرة (٤/ ٩٣): أنهم كانوا عشرة، ووقع في شعر العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - أن الذين ثبتوا كانوا عشرة فقط، ولعل هذا هو الثبت، ومن زاد على ذلك يكون عجل في الرجوع فعُد فيمن لم ينهزم. أهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>