للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلي بن أبي طالب والعباس، وابنه الفضل، وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد، وهو ابن أم أيمن حاضنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأسامة بن زيد، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي: «إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ! هَلُموُا إِلَيَّ! أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، أَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ»، لكن لم يلتفت منهم أحد (١).

ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض ببغلته (٢) قِبَل المشركين، وهو يقول:

«أَنَا النِّبِيُّ لَا كَذِبْ ... أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ» (٣)

والعباس - رضي الله عنه - آخذ بلجام بغلته - صلى الله عليه وسلم -، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابها يكفانها عن الإسراع نحو العدو، وهو - صلى الله عليه وسلم -


(١) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم ١٥٠٢٧، ٢٢٤٦٧، وقال محققوه: إسناده حسن.
(٢) ومما يُنبه عليه هنا أن البغلة البيضاء التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حنين غير البغلة البيضاء التي أهداها له ملك أيلة؛ لأن ذلك كان في تبوك، وغزوة حنين كانت قبلها، ووقع في صحيح مسلم برقم ١٧٧٥، أن البغلة التي كانت تحته - صلى الله عليه وسلم - في حنين أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، وهذا هو الصحيح.
ووقع عند ابن سعد في طبقاته (٢/ ٣٢٥): أن البغلة التي ركبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين هي (دلدل) وهي التي أهداها له المقوقس، وهذا فيه نظر، والصحيح ما في صحيح مسلم. فتح الباري (٨/ ٣٠).
(٣) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣١): وأما نسبته - صلى الله عليه وسلم - إلى عبد المطلب دون أبيه عبد الله فكأنها لشهرة عبد المطلب بين الناس؛ لما رزق من نباهة الذكر وطول العمر بخلاف عبد الله فإنه مات شابًا، ولهذا كان كثير من العرب يدعونه ابن عبد المطلب، كما قال ضِمام بن ثعلبة: أيكم ابن عبد المطلب؟

<<  <  ج: ص:  >  >>