للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبدأ الضرب بخالد بن الوليد - رضي الله عنه - حتى سقط، وانكشفت خيل بني سليم مولية، وتبعهم أهل مكة، وهم الطلقاء، وبدأ الفرار من كل مكان (١).

قال جابر - رضي الله عنه -: «فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (٢).

وفي صحيح مسلم قال البراء بن عازب - رضي الله عنه -: «فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا (٣) مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ» (٤).

فلما رأى أبو سفيان بن حرب هزيمة المسلمين، وكان قد اعتزل هو وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام، ورجال من أهل مكة، وراء تل ينظرون لمن يكون النصر، فقال -وكان حديث عهد بالإسلام: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وصرخ كلدة بن الحنبل (٥) وهو مع أخيه لأمه صفوان بن أمية: ألا بطل


(١) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم ١٥٠٢٧، وابن حبان في صحيحه، برقم ٤٧٧٤ بمعناه، وقال محققو المسند: إسناده حسن.
(٢) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم ١٥٠٢٧، وإسناده حسن.
(٣) رشقه رشقًا: إذا رماه بالسهام. انظر النهاية (٢/ ٢٠٦).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين برقم ١٧٧٦.
(٥) كان كلدة بن الحنبل - رضي الله عنه - في ذلك الوقت مشركًا، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه، روى الإمام أحمد في مسنده برقم ١٥٤٢٥ بسند صحيح عن كلدة بن الحنبل - رضي الله عنه - قال: أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلباءٍ وجداية وضغابيس، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بأعلى الوادي، قال: فدخلت عليه، ولم أسلم ولم أستأذن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ارجع فقل: السلام عليكم، آدخل؟»، اللبأ: أول ما يحلب عند الولادة. انظر النهاية (٤/ ١٩٢).
الجداية: بفتح الجيم وكسرها، ما بلغ ستة أشهر أو سبعة أشهر من أولاد الظباء ذكرًا كان أو أنثى بمنزلة الجدي من المعز. انظر النهاية (١/ ٢٤١).
الضغابيس: هي صغار القِثَّاء: واحدتها ضغبوس. انظر النهاية (٣/ ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>