للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومجاهدٌ وغيرهُمُ: «هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت، قَالَ تَعَالَى: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِين (٢٠)} [المؤمنون: ٢٠]» (١).

قال القرطبي: «{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء} يريدُ شجرةَ الزيتونَ، وأفردها بالذكر لعظيم منافعها في أرض الشامِ والحجازِ وغيرهما من البلاد وقلة تعاهدها بالسقي والحفر وغير ذلك من المراعاة في سائر الأشجار» (٢).

وقال بعض المفسرين: وإنما أقسم الله بالتين لأنه كان ستر آدم في الجنة لِقَولِهِ تَعَالَى {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} [الأعراف: ٢٢]، وكان ورق التين والزيتون شجرة مباركة، قَالَ تَعَالَى: {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [النور: ٣٥].

وينتفع به في الدهن والاصطباغ كما يسرج به فهو أَضْوَأُ وأصفى الأدهان، ويستعمل حطب هذه الشجرة للوقود، كما أن للزيتون فوائد طيبة عظيمة، وقد ذكر في مزاياها أنها شجرة تورق من أعلاها إلى أسفلها، وأن زيتها لا يحتاج في استخراجه إلى إعصار، بل كل أحد يستخرجه بسهولة، كما أنه يُعالج القروح والجراحات (٣).


(١) «الجامع لأحكام القرآن» (٢٢/ ٣٦٣).
(٢) «الجامع لأحكام القرآن» (١٥/ ٢٧).
(٣) «تفسير البغوي» (٢/ ٤٧)، «زاد المسير» لابن الجوزي (٦/ ٤٣)، «التبرك أنواعه وأحكامه» (ص: ١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>