للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنها هي التي أوقعته، وآخر حضرته الوفاة، فقيل له: قل لا إله إلا الله فجعل يهذي بالغناء حتى قبضت روحه.

وقيل لآخر عند موته: قل لا إله إلا الله، فقال: آه آه لا أستطيع أن أقولها، والقصص في هذا كثيرة (١).

قال ابن قدامة رحمه الله: وإذا عرفت معنى سوء الخاتمة فاحذر أسبابها، وأعد ما يصلح لها، وإياك والتسويف بالاستعداد فإن العمر قصير، وكل نفس من أنفاسك بمنزلة خاتمتك؛ لأنه يمكن أن تخطف فيه روحك، والإِنسان يموت على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه (٢).

فعلى العبد أن يلزم نفسه بالطاعة والتقوى، وأن ينأى بنفسه عما حرم الله، وأن يبادر بالتوبة من المعاصي، وأن يلح في دعاء الله أن يختم له بالخاتمة الحسنى، وأن يحسن الظن بربه عز وجل، روى مسلم في صحيحه من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُوْلُ: «إِنَّ قُلُوْبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عز وجل كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ شَاءَ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوُبِ صَرِّفْ قُلُوْبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ» (٣).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) انظر: جامع العلوم والحكم (ص: ١٧٣)، والجواب الكافي (ص: ١٤٧).
(٢) مختصر منهاج القاصدين (ص: ٣٩٣).
(٣) صحيح مسلم برقم (٢٦٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>