للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً» (١).

وروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» (٢).

قوله: «عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ»: أي على عادة صاحبه وطريقته وسيرته فلينظر أي: يتأمل ويتدبر من يخالل، فمن رضي دينه وخلقه خَالَلَهُ ومن لا تجنَّبَهُ فإن الطباع سراقة (٣).

قال الشاعر:

عَنِ المرْءِ لَا تْسأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ

فَكُلُّ قَرِينٍ بالمُقَارَنِ يَقْتَدِي

والإنسان مجبول على التأثر بصاحبه وجليسه، والأرواح جنود مجندة؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» (٤).

وتألفها هو ما خلقها اللَّه عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ، وكانت الأرواح قسمين متقابلين، فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه، فيميل الأخيار إلى الأخيار،


(١) ص: ١٠٩١ برقم ٥٥٣٤، وصحيح مسلم ص: ١٠٥٥ برقم ٢٦٢٨.
(٢) ص: ٣٩٠ برقم ٢٣٧٨، وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (١/ ٦٣٣) برقم ٩٢٧.
(٣) عون المعبود شرح سنن أبي داود (١٣/ ١٢٣).
(٤) ص: ٦٣٦ برقم ٣٣٣٦ تعليقًا، وصحيح مسلم ص: ١٠٥٧ برقم ٢٦٣٨ عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>