للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلذا يقال عند التحقير: هذا شيء لا يُعرف له اسم .. ونحوه، وقد جاء أنه - صلى الله عليه وسلم - له أسماء أخر، فلعله خص هذه لشهرتها» (١).

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح: «والذي يظهر أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها لم يُسم بها أحد قبلي، أو معظمة أو مشهورة في الأمم الماضية، لا أنه أراد الحصر فيها» (٢).

روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ» (٣).

«قوله في الحديث: محمد، هو اسم مفعول من حمد، إذا كان كثير الخصال التي يُحمد عليها، وأما أحمد فهو أحمد الناس لربه، وأما قوله الماحي والحاشر والمقفي والعاقب، فقد فسرت في حديث جبير بن مطعم، فالماحي: هو الذي محا الله به الكفر، ولم يمح الكفر بأحد من الخلق ما محي بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه بعث وأهل الأرض كلهم كفار إلا بقايا من أهل الكتاب، وهم ما بين عباد أوثان، ويهود مغضوب عليهم،


(١). شرح السندي للمسند (٩/ ٤٩٠).
(٢). فتح الباري (٦/ ٥٥٦).
(٣). برقم ٢٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>