للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم ننصركم «يا معشر قريش» على الحبشة لخيريتكم عليهم، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي محمد صلى اللهُ عليه وسلم خاتم الأنبياء» (١).

وقصة أصحاب الفيل على وجه الاختصار: أن ملك اليمن أبرهه أراد أن يصد الناس عن الحج إلى الكعبة فبنى بيتًا يشبه الكعبة، ودعى الناس إلى حجه، ليصدهم عن حج بيت الله، فغضب لذلك العرب، وذهب رجل منهم إلى هذا البيت الذي جعله ملك اليمن بدلًا عن الكعبة، ولطخ جدرانه بالقذر، فغضب ملك اليمن غضبًا شديدًا، وعلم أن ذلك من فعل العرب، فقدم بجيش عظيم إلى مكة، وكان معه الفيلة، وفي طريقه بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قومه، فقاتلوه، فهزمهم أبرهة، وأسر نفيل بن حبيب الخثعمي، واستصحبه معه ليدله في بلاد الحجاز، ولما تهيأ أبرهه لدخول مكة وهيأ فيله (محمود) أكبر الفيلة وعبأ جيشه ووجهوا الفيل نحو مكة، أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنبه ثم أخذ بأذنه وقال: ابرك محمود أو ارجع راشدًا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام، ثم أرسل أذنه فبرك الفيل وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا في رأسه بالطبرزين (٢) وأدخلوا محاجنهم في مَراقَه (٣) وبزغوه (٤) بها


(١) «تفسير ابن كثير» (١٤/ ٤٥٥).
(٢) نوع من السياط.
(٣) المواضع الرقيقة من جسده.
(٤) طعنوه بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>