ليقوم فأبى، فوجهوه راجعًا إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فبرك، وأرسل الله عليهم طيرًا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها، حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس، لا تصيب منهم أحدًا إلا هلك، وليس كلهم أصابت، وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق، ويسألون عن نُفيل ليدلهم على الطريق، هذا ونفيل على رأس الجبل مع قريش وعرب الحجاز ينظرون ماذا أنزل الله بأصحاب الفيل من النقمة وجعل نفيل يقول:
أَيْنَ المَفَرُّ؟ وَالإِلَهُ الغَالِبُ
وَالأَشْرمُ المَغْلُوبُ غَيْرُ الغَالِبِ
وكان ذلك قبل بعثة النبي صلى اللهُ عليه وسلم بأربعين عامًا وكان بعض الذين شهدوا ذلك أحياء عند البعثة.
قَولُهُ تَعَالَى: {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيل (٢)} أي: ألم يجعل الله تعالى مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة ضلالًا منهم أدى بهم إلى الهلاك؟
قَولُهُ تَعَالَى: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيل (٣)} أي: جماعات متفرقة وهي طير سود جاءت من قبل البحر فوجًا فوجًا، مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجران في رجليه، وحجر في منقاره لا يصيب شيئًا إلا هشمه.
قَولُهُ تَعَالَى: {تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيل (٤)} قالوا: هي حجارة من طين طبخت بنار جهنم مكتوب فيها أسماء القوم،