للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ» (١) ... الحديث.

ومن ذلك أن اللَّه سبحانه وتعالى جعل المرأة سكناً للرجل، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: ١٨٩]؛ فكما أن الإنسان يتخذ المسكن ليستتر به ويتقي به الحر والبرد وغير ذلك، فإن الزوجة تكون سكناً لزوجها ليطمئن إليها ويجد في قربها الأنس والراحة.

ومن ذلك أن الزوجين ستر لبعضهما ووقاية وجمال، وقد عبر عن ذلك ربنا سبحانه وتعالى بهذا التعبير البليغ الجميل فقال: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [البقرة: ١٨٧].

ومن ذلك إكرام المرأة وعدم إهانتها أو تحقيرها، وقد أمر اللَّه عزَّ وجلَّ أن يسكنها حيث يسكن وأن يطعمها مما يطعم ويكسوها إذا اكتسى، قال اللَّه تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ} [الطلاق: ٦]، وقال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندما سأله معاوية بن حيدة ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أَن تُطعِمَهَا إِذَا طَعِمتَ، وَتَكسُوَهَا إِذَا اكتَسَيتَ - أَو: اكتَسَبتَ - وَلَا تَضرِبِ الوَجهَ، وَلَا تُقَبِّح، وَلَا تَهجُر إِلَّا فِي البَيتِ» (٢).

ومن ذلك المودة والرحمة بينهما، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً


(١) ص: ٦٣٥ برقم ٣٣٣١، صحيح مسلم ص: ٥٨٦ برقم ١٤٦٨.
(٢) سنن أبي داود ص: ٢٤٣ برقم ٢١٤٢، قال أبو داود: ولا تقبح: أن تقول قبَّحكِ اللَّه، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٤٠٢) برقم ١٨٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>