للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كله، وسوَّى الناقص الفقير من جميع الوجوه بالرب الكامل الغني من جميع الوجوه، وسوَّى من لم ينعم بمثقال ذرة من النعم بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم ودنياهم وأُخراهم وقلوبهم وأبدانهم إلا منه، ولا يصرف السوء إلا هو. فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟ وهل أعظم ظلمًا ممن خلقه الله لعبادته وتوحيده فذهب بنفسه التي خلقها الله في أحسن تقويم فجعلها في أخس المراتب، جعلها عابدة لمن لا يسوى شيئًا فظلم نفسه ظلمًا كثيرًا» (١).

ولقد أبدى الله وأعاد كثيرًا في كتابه الكريم في النهي عن الشرك لعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة، فأما في الدنيا فإن صاحبه يحرم الأمن والهداية، وأما في الآخرة فشقاء الأبد وخلود في نار جهنم لا يموت فيها ولا يحيا، وأما من وحد الله فعيشه أنعم العيش وحياته أطيب الحياة، وفي الآخرة ينعم برضى الله ونعيم باق، وخلود دائم في جنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين.

وإن من فضل الله تعالى على خلقه أنه لا يأمرهم بشيء إلا بيَّن لهم نفعه، ولا ينهاهم عن شيء إلا بيَّن لهم ضرره، حتى يكون العبد على بصيرة بمن يتعلق ولمن يسلم وجهه


(١). تفسير الشيخ السعدي - رحمه الله - (ص ٨٦٥ - ٨٦٦) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>