للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُون (١٢)} [القصص]. ثم تربَّى في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره.

ومن لطفه بعبده: أن قيَّض له كل سبب يعوقه ويحول بينه وبين المعاصي، حتى إنه تعالى إذا علم أن الدنيا والمال والرياسة ونحوها، مما يتنافس فيه أهل الدنيا، تقطع عبده عن طاعته، أو تحمله على الغفلة عنه أو على معصيته، صرفها عنه، وقدَر عليه رزقه، ولهذا قال هنا: {يَرْزُقُ مَن يَشَاء} [الشورى: ١٩] بحسب اقتضاء حكمته ولطفه {وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيز (١٩)} [الشورى].

ومن لطفه بعباده المؤمنين: أنه أمرهم بالعبادات الاجتماعية التي بها تقوى عزائمهم وتنبعث هممهم، ويحصل منهم التنافس على الخير والرغبة فيه، واقتداء بعضهم ببعض (١) (٢).

والحمد للَّه رب العالمين، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي ص: ٧٢٣.
(٢) النهج الأسمى في شرح أسماء اللَّه الحسنى للنجدي (١/ ٢٥٩ - ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>