للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِين (١٨)} [هود]» (١).

رابعًا: إن اللَّه لطيف بعباده يريد لهم الخير واليُسر، ويقيِّض لهم أسباب الصلاح والبر؛ ومن لطفه بعباده: أنه يسوق إليهم أرزاقهم، وما يحتاجونه في معاشهم، قال تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} [الشورى: ١٩].

وقال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق].

ومن لطفه سبحانه بخلقه: خلق الجنين في بطن أمه في ظلمات ثلاث: ظلمة الرحم، وظلمة البطن، وظلمة المشيمة؛ وهو في بطن أمه يتقلب في هذه الأطوار: نطفة ثم علقة ثم مضغة، ثم تكسى العظام لحمًا، قال تعالى: {ثُمَّ أَنشَانَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين (١٤)} [المؤمنون].

ومن لطفه بخلقه: لطفه بأنبيائه المرسلين؛ فمن ذلك: لطفه بيوسف عليه السَّلام، حين أخرجه من السجن، وجاء بأهله من البدو، وجمع بينه وبين أبويه، بعد أن نزغ الشيطان بينه وبين إخوته.

ومن ذلك: لطفه بنبيه موسى عليه السَّلام، حين أرسله إلى فرعون، وألقته أمه في البحر، ووصل إلى قصر فرعون، وقذف اللَّه في قلب زوجة فرعون الرحمة لهذا الطفل، وطلبت من فرعون استبقاءه؛ فنجا من القتل، ثم منع من الرضاعة، ليرجع إلى أمه فيحصل على حنانها،


(١) ص: ٤٦٠ برقم ٢٤٤١، وصحيح مسلم ص: ١١٠٨ برقم ٢٧٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>