للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرغب بطونًا، أو نحو ذلك من أقوال المستهزئين، وقول بعضهم: دينكم هذا دين خامس. وقول الآخر: دينكم أخرق، وقول الآخر إذا رأى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر: جاءكم أهل الدِّيك، من باب السخرية بهم، وما أشبه ذلك مما لا يُحصى، إلا بكلفة مما هو أعظم من قول الذين نزلت فيهم الآية (١).

قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -: ومثل هذا ما يقوله بعضهم: إن الإِسلام لا يصلح للقرن العشرين، وإِنَّما يصلح للقرون الوسطى، وإِنَّه تأخر ورجعية، وأَن فيه قسوة ووحشية في عقوبات الحدود والتعازير، وأنه ظلم المرأة حقها حيث أباح الطلاق وتعدد الزوجات، وقولهم: الحكم بالقوانين الوضعية أحسن للناس من الحكم بالإِسلام، ويقولون في الذي يدعو إلى التوحيد وينكر عبادة القبور والأضرحة: هذا متطرِّف، أو يريد أن يفرق جماعة المسلمين، أوهذا وهابي، أو مذهب خامس أو الدين ليس في الشعر استهزاء بإعفاء اللحية، وما أشبه هذه الأقوال التي كلها سب للدين وأهله واستهزاء بالعقيدة الصحيحة (٢). اهـ.

٢ - الاستهزاء غير الصريح، وهو البحر الذي لا ساحل له مثل الغمز بالعين، وإِخراج اللسان، ومد الشفة، والغمز باليد عند تلاوة كتاب الله، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٣).

أما حكم الاستهزاء فإنه كفر، وهو من نواقض الإِسلام العشرة كما ذكر ذلك أهل العلم، وهو من أعظم صفات المنافقين والأدلة على ذلك كثيرة، قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ


(١) مجموعة التوحيد (ص: ٤٠٩).
(٢) كتاب التوحيد (ص: ٤٧).
(٣) مجموعة التوحيد (ص: ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>