للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - الزواج، فمن الأمور التي يتوقع بمعرفتها تآلف الزوجين معرفة المساحة في أخلاق كل منهما، فإذا كانت المساحة في أخلاق كل منهما متقاربة فذلك أحرى أن يؤدم بينهما، بخلاف ما إذا كان التفاوت بينهما كبيرًا، ولهذا أجاز الفقهاء شروطًا تتعلق بهذه المسألة. فعلى سبيل المثال يجوز للمرأة التي تعيش في بلاد حارة أن تشترط على زوجها أن لاينقلها إلى بلاد باردة، ومن تعيش في الحاضرة أن لا ينقلها إلى البادية وكذلك العكس.

وينصح الناصحون بتحري التآلف بين الزوجين، وذلك أن يكون في طبيعة كل منهما وما نشأ عليه من عادات تقارب شديد، فذلك أدعى إلى تقليل خصال التنافر أو عدمها.

٢ - الأمير والوزير وكل من كلف بإدارة أشخاص قلوا أو كثروا فإن معرفته بقدر المساحات في أخلاقهم يجعله أقدر على حسم الإدارة، وبالتالي حصول النتائج الجيدة؛ فإنه لمعرفته ذلك يضم الشبيه إلى الشبيه ويختار لكل مهمة من تتحدد فيها وجهتهم وتتكامل فيها قدراتهم. فإذا كانت المهنة تحتاج إلى الشجاعة فإنه لايختار إلى المجموعة المكلفة بها قائدًا جبانًا، وإن كان جميع أفرادها من الشجعان، وإن كانت تحتاج إلى التأني والتروي فإنه لايحتاج لقيادتها رجلًا متهورًا وإن كان شجاعًا، وقس على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>