للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يُدفن مع صاحبيه. فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأُوثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل، قيل: هذا عبد اللَّه بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني فأسنده رجل إليه، فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت، قال الحمد للَّه، ما كان من شيء أهمَّ إلي من ذلك، فإذا أنا قضيت فاحملوني، ثم سلّم، فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي فادخلوني، وإن ردّتني ردّوني إلى مقابر المسلمين (١).

أولاً: رحمته رضي اللهُ عنه بالأمة وشفقته عليها القريب منهم والبعيد وها هو رضي اللهُ عنه يريد أن يرتب أموراً يستغني بها الضعفاء كالنساء اللاتي لا يستطعن إيصال حوائجهن إليه، ويُكفون بها عن الاحتياج إلى غيره.

ثانياً: حرص عمر أن يكون قاتله على غير الإسلام، وهذا من رحمته خوفاً أن يقتله مسلم فيهلك، فلما كان قاتله غير مسلم فرح بذلك وحمد اللَّه.

روى البخاري في صحيحه أن عمر كان يقول: «اللَّهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك» (٢). وجاء في رواية أخرى أن كعب الأحبار قال: يا أمير المؤمنين إني أراك تقتل في التوراة شهيداً في جزيرة العرب فقال له: «يا كعب وأنى لي الشهادة في جزيرة العرب» (٣).


(١) ص: ٧٠٧ برقم ٣٧٠٠.
(٢) ص: ٣٥٩ برقم ١٨٩٠.
(٣) ذكره ابن الجوزي في مناقب عمر ص: ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>