ومن الأمثلة على التساهل بالدَّين أن بعض الناس يقترض عشرات الآلاف من الريالات وليته لأمر ضروري إما للتجارة أو للتعامل بالأسهم، ثم يخسر هذا المسكين، وقد يدخل السجن من أجل هذا وتتراكم هذه الديون الضخمة على رقبته، فيعيش مهموماً حزيناً طول عمره وذمته مشغولة بهذا الدين، وما حوادث الأسهم الماضية عنا ببعيد فقد حصل فيها من المآسي ما يندى له الجبين ويتفطر منه القلب، كل ذلك بسبب ضعف الدين، وقلة المبالاة، لأن الدين لا تكفره حتى الشهادة في سبيل اللَّه.
وينبغي للدائن عند إقراضه للآخرين أن يراعي الأمور التالية:
١ - أن يُقرض من طيب ماله لا من رديئه، قال تعالى:{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ}[البقرة: ٢٦٧].
٢ - أن يحتسب الأجر بهذا الدين وألا يمن به فإن المن سبب لإحباط أجره، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى}[البقرة: ٢٦٤]، فإن أجر الدين كالصدقة، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد اللَّه بن مسعود أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:«إِنَّ السَّلَفَ يَجْرِي مَجْرَى شَطْرِ الصَّدَقَةِ»(١).
٣ - أن يُنظر المدين ويخفف عنه الدين إذا رأى منه العسر والرغبة في السداد، قال تعالى:{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}[البقرة: ٢٨٠].