للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون (٨٥)} [البقرة].

ولنضرب أمثلة ثلاثة توضح لنا المفهوم الصحيح للدين الإسلامي والأخذ به ومن يستحق أن ينتسب ويؤجر عليه ومن لا يستحق.

المثال الأول: كفار قريش الذين بُعث فيهم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأُمر بقتالهم وخاطبهم بقوله: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ ... » (١) كانوا يراهنون على أن ما عندهم من الدين هو الحق ويكفي لقربهم من ربهم فقد كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وأن اللَّه هو الخالق الرزاق قال تعالى {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون (٨٧)} [الزخرف].

وكانوا يستغفرون، قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون (٣٣)} [الأنفال: ٣٣].

وكانوا يصلون، قال تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَاّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: ٣٥]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: الحُمْس هم الذين أنزل اللَّه فيهم: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: ١١٩] قالت: كان الناس يفيضون من عرفات وكان الحُمس (٢) يفيضون من مزدلفة ويقولون: لا نفيض إلا من الحرم، فلما نزلت {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ


(١) قطعة من حديث في مسند الإمام أحمد (١١/ ٦١٠ - ٦١١) برقم ٧٠٣٦، وقال محققوه: إسناده حسن.
(٢) نعت قريش وكنانه وجذيلة ومن تابعهم في الجاهلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>