للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى دِينِكَ» (١).

ومن كان منا مقصراً في طاعة اللَّه فليتدارك نفسه قبل فوات الأوان وليبادر إلى التوبة والإقلاع عن المعاصي والذنوب، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون (٣١)} [النور].

قال عمر رضي اللهُ عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر على اللَّه».

وعمر الإنسان الذي لا يتجاوز عشرات معدودة من السنين سيسأل المرء عن كل جزئية من جزئياته، بل إن هذا من أصول الأسئلة التي توجه له يوم القيامة، روى الترمذي في سننه من حديث أبي برزة الأسلمي رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟ » (٢).

فيسأل عن عمره على وجه العموم وعن شبابه على وجه الخصوص، لأن الشباب هو محور القوة والنشاط وعليه الاعتماد في العمل أكثر من غيره من مراحل العمر.

وهذا الزمن من أفضل نعم اللَّه على عباده، روى البخاري في صحيحه من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللهُ عنهما أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «نِعْمَتَانِ


(١) (١٩/ ١٦٠)، وقال محققوه: إسناده قوي على شرط مسلم وأصله في صحيح مسلم كما تقدم.
(٢) ص: ٣٩٦ برقم ٢٤١٧، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>