للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحبل معروف، والمسد هو الليف يعني أنها متقلدة حبلاً من الليف تخرج به إلى الصحراء لتربط به الحطب الذي تأتي به لتضعه في طريق النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (١). قال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة فقالت: لأنُفقنها في عداوة محمد فأعقبها اللَّه بها حبلاً في جيدها من مسد النار (٢).

روى البزار في مسنده من حديث ابن عباس قال: لما نزلت تبت يدا أبي لهب جاءت امرأة أبي لهب ورسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالس ومعه أبو بكر، فقال له أبو بكر: لو تنحيت لا تؤذيك بشيء فقال رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِنَّهُ سَيُحَالُ بَينِي وَبَينَهَا» فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت: يا أبا بكر هجانا صاحبك، فقال أبو بكر: لا ورب هذه البنية، ما نطق بالشعر ولا يتفوه به، فقالت: إنك لمصدق؟ ! فلما ولت قال أبوبكر رضي اللهُ عنه: ما رأتك؟ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لَا مَا زَالَ مَلَكٌ يَستُرُنِي حَتَّى وَلَّت» (٣).

قال العلماء: في هذه السورة معجزة ظاهرة ودليل واضح على النبوة فإنه منذ نزل قوله تعالى: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَب (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَب (٤) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَد (٥)}. فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان ولم يقيض لهما أن يؤمنا ولا واحد منهما لا


(١) تفسير جزء عم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ص: ٣٥١.
(٢) تفسير ابن كثير (١٤/ ٤٩٧).
(٣) (١/ ٦٨) برقم ١٥، وقال البزار: هذا الحديث حسن الإسناد، وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٨/ ٧٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>