وبالجملة: فإن جميع المخلوقات مفتقرة إليه تعالى في وجودها، فلا وجود لها إلا به، فهي مفتقرة إليه قي قيامها، فلا قوام لها إلا به، فلا حركة ولا سكون إلا بإذنه، فهو الحي القيوم القائم بنفسه فلا يحتاج إلى شيء، القيم لغيره فلا قوام لشيء إلا به، فالخالق له مطلق الغنى وكماله، وللمخلوق مطلق الفقر إلى اللَّه وكماله، قال الشاعر:
وَهُوَ الغَنِيُّ بِذَاتِه سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤه تعالى شَانُهُ
ثالثاً: أن اللَّه تعالى غني عن عباده لا يريد منهم طعاماً ولا شراباً لم يخلقهم ليستكثر بهم من قلة، أو يستقوي بهم من ضعف، أو ليستأنس بهم من وحشة بل هم المحتاجون إليه في طعامهم وشرابهم وسائر شؤونهم، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَاّ لِيَعْبُدُون (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون (٥٧)} [الذاريات].
رابعاً: أن يتعفف المؤمن عن أموال الناس وحاجاتهم وأن يسأل الغني الكريم من فضله، قال تعالى:{وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ}[النساء: ٣٢].
روى الترمذي في سننه من حديث علي رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ