للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي، فقال أبو بكر: من كان له على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دين، أو كانت له قبله عدة، فليأتنا. قال جابر: فقلت وعدني رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا، قال جابر: فعد في يدي خمسمئة ثم خمسمئة ثم خمسمئة (١).

وبين النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن الوفاء بالوعد جزاؤه الجنة. روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبادة بن الصامت أن رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» (٢).

قال الشاعر:

فَإِن تُجمَعِ الآفاتُ فالبُخْلُ شَرُّهَا ... وَشَرٌّ مِنَ البخلِ المواعيدُ والمَطلُ

ولا خَيْرَ فِي وعدٍ إذا كانَ كاذباً ... ولا خيرَ في قولٍ إذا لَمْ يَكُنْ فِعْلُ

ومما تقدم يتبين لنا فضل الوفاء وأنه من أوجب الواجبات. وإن من مظاهر عدم الوفاء التي انتشرت في بني آدم وهي كثيرة:

عدم الوفاء بعهد اللَّه وميثاقه، فإن اللَّه قد أخذ على بني آدم وذريته أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين (١٧٢)} [الأعراف].


(١) ص: ٥١٠ برقم ٢٦٨٣، وصحيح مسلم ص: ٩٤٧ برقم ٢٣١٤.
(٢) (٣٧/ ٤١٧) برقم ٢٢٧٥٧، وقال محققوه: حسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>