للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بين المنكبين، أحسن الناس ثغراً.

وقد كانت لهذا الصحابي مواقف عظيمة تدل على فضله ونصرته لهذا الدين فمن ذلك أنه هاجر الهجرتين الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة، وجهز جيش العسرة، وحفر بئر رومة وتصدق بها على المسلمين، كما قام بتوسعة المسجد النبوي، وفي عهد جمع القرآن الكريم، وتوسعت فتوحات المسلمين، ووصلت إلى مشارق الأرض ومغاربها. روى الترمذي من حديث عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان رضي اللهُ عنه إلى النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بألف دينار قال الحسن بن واقع: وكان في موضع آخر من كتابي في كُمه حين جهز جيش العسرة فينثرها في حجره، قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقلبها في حجره ويقول: «مَا ضَرَّ عُثمَانُ مَا عَمِلَ بَعدَ اليَومِ» مرتين (١).

قال الزهري: جهز عثمان بن عفان جيش المسلمين في غزوة تبوك بتسعمائة وأربعين بعيراً وستين فرساً.

وروى الترمذي في سننه من حديث ثمامة بن حزن القُشيري قال: شهدت الدار، حين أشرف عليهم عثمان، فقال: ائتوني بصاحبيكم اللذين ألّباكم عليّ.

قال: فجيء بهما فكأنهما جملان، أو كأنهما حماران، قال: فأشرف عليهم عثمان، فقال: أنشُدكم باللَّه والإسلام، هل تعلمون أن


(١) ص: ٥٧٩ برقم (٣٧٠١) وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (٣/ ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>