للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَقُومُ إِلَى جَزُورِ آلِ فُلَانٍ، فَيَعْمِدُ إِلَى فَرْثِهَا (١) وَدَمِهَا وَسَلَاهَا (٢)، فَيَجِيءُ بِهِ، ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَّى إِذَا سَجَدَ، وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ (٣)،

فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَثَبَتَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَاجِدًا، فَضَحِكُوا حَتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مِنَ الضَّحِكِ، فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ رضي الله عنها وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى، وَثَبَتَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَاجِدًا حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ، وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّلَاةَ قَالَ: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ»، ثُمَّ سَمَّى: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَعُمَارَةَ ابْنِ الْوَلِيدِ»، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً» (٤) (٥).

وفي رواية: فشق عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة (٦)، وكان من أشد الكفار عداوة لرسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلان أحدهما يقال له: عقبة بن أبي معيط، والآخر يقال له: النضر بن الحارث.


(١) هو بقايا الطعام في الكرش.
(٢) السلا: هو الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفاً فيه ويسمى المشيمة.
(٣) جاء في رواية أخرى: أنه عقبة بن أبي معيط ..
(٤) ص: ١١٩ برقم ٥٢٠، وصحيح مسلم ص: ٧٤٦ برقم ١٧٩٤.
(٥) قليب بدر: بئر مهجور والمسافة الآن بين بدر والمدينة ١٥٣ كيلو متر «غزوة بدر الكبرى» للأستاذ محمد باشميل.
(٦) صحيح البخاري ص: ٦٩ برقم ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>