للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقتها، ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من دون ذلك ويرى خيانات الأعين وتقلبات الأجفان وحركات الجنان ويرى ما تحت الأراضين السبع كما يرى ما فوق السماوات السبع (١).

قال ابن القيم رحمه الله:

وَهُوَ البصيرُ يَرى دبيبَ النملةِ ... السوداءِ تحتَ الصخرِ والصوانِ

ويَرَى مجارِي القوتِ في أعضائِها ... ويَرَى عروقَ بياضِها بِعَيَانِ

ويَرَى خياناتِ العيونِ بَلحْظِهَا ... ويَرَى كذَاكَ تَقَلُّبَ الأجفان (٢)

وقال المؤيد في الدين:

يَا مَنْ يَرَى مَدَّ البعوضِ جَناحَهَا ... في ظلمةِ اللَّيْلِ البَهِيمِ الأَلْيَلِ

ويَرَى نِيَاطَ (٣) عروقِهَا فِي نَحْرِهَا ... والمُخَّ مِن تِلْكَ العظامِ النُحَّلِ

امْنُنْ عَليَّ بِتَوْبَةٍ تَمْحُو بِهَا ... مَا كَانَ مِنِّي فِي الزَّمانِ الأولِ

ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:

أولاً: إثبات صفة البصر للَّه لأنه وصف نفسه بذلك وهو أعلم بنفسه، وصفة البصر من صفات الكمال كصفة السمع فالمتصف بهما أكمل ممن لا يتصف بذلك، قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُون (٥٠)} [الأنعام].


(١) موارد الأمان ص: ٢٧.
(٢) النونية (٢/ ٢١٥) لابن القيم بشرح ابن عيسى.
(٣) قال في اللسان: النياط: الفؤاد، والنياط عرق علق به القلب من الوتين (٧/ ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>