للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا»، قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللَّهِ، مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلَا قَزَعَةً (١)، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ (٢) مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَاءِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ (٣)، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا (٤). ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ - يعني اليوم الثاني - وَرَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ (٥) وَالظِّرَابِ (٦)

وَبُطُونِ الأوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» قَالَ: فَأَقْلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ (٧).

قال النووي: وفي هذا الحديث الإخبار عن معجزة الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعظيم كرامته على ربه سبحانه وتعالى بإنزال المطر سبعة أيام متواصلة بسؤاله من غير تقدم سحاب ولا قزع ولا سبب آخر ظاهر ولا باطن (٨) (٩).

والحمد للَّه وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) القطعة من السحاب.
(٢) جبل بقرب المدينة.
(٣) وهو ما يبقى له السيف.
(٤) أي أسبوعاً.
(٥) وهي دون الجبل وأعلى من الرابية.
(٦) وهي الجبل المنبسط ليس بالعالي ..
(٧) ص: ٢٠٢ برقم ١٠١٤، وصحيح مسلم ص: ٣٤٦ برقم ٨٩٧.
(٨) شرح صحيح مسلم (٢/ ١٩٢).
(٩) انظر: عالم الملائكة الأبرار للدكتور عمر الأشقر ص: ٨٠ - ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>