للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَجَراً، فَيَنطَلِقُ يَسبَحُ، ثُمَّ يَرجِعُ إِلَيهِ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلقَمَهُ حَجَراً، قَالَ: قُلتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ قَالَا: أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيتَ عَلَيهِ يَسبَحُ فِي النَّهرِ وَيُلقَمُ الحِجَارَةَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا» (١).

ومن صور الربا المحرم، شراء الأسهم الربوبية، أو إيداع الأموال في البنوك، وأخذ الزيادة الربويّة التي يسمونها فوائد، أو الاقتراض من البنوك، ورد المبالغ إليها مع الزيادة الربوية، أو البطاقات الائتمانية التي تعطى للعميل لشراء الأغراض مقابل رسوم سنوية، وتسدّد قيمتها خلال فترة محدودة فإن تأخر حاملها عن السداد تحسب عليه فائدة عن كل يوم تأخير أو غير ذلك من الصور.

وبناء على ما تقدم فإن ما حدث من الأزمة المالية العالمية وما نتج عنه من إفلاس شركات، وبنوك عالمية، في الدول الكافرة وأمام هذا الحدث العظيم فإنا نحتاج إلى وقفات:

الوقفة الأولى: أن ما حصل من انهيارات اقتصادية، وأزمات مالية في تلك الدول إنما هو بسبب الربا الذي حرمه اللَّه ورسوله ولعن فاعله، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين (٢٧٨) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَاذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: ٢٧٨ - ٢٧٩]. وقال تعالى: {يَمْحَقُ اللهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: ٢٧٦]. والمحق بمعنى الإزالة أي يزيل الربا والإزالة يحتمل أن تكون إزالة حسية أو إزالة معنوية فالإزالة الحسية أن يسلط اللَّه على المرابين ما


(١) جزء من حديث ص: ١٣٤٧ برقم ٧٠٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>