للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكلِ شيءٍ إذَا مَا تَمَّ نُقْصانُ ... فَلا يُغَرُّ بطيب العَيْشِ إِنسانُ

هِيَ الأمُورُ كما شاهَدْتُها دُولُ ... من سَرَّهُ زمنٌ ساءَتْهُ أزْمَانُ

الوقفة السادسة: إن هؤلاء الكفار كانوا يتبجحون بقوة اقتصادهم وحرية التصرف لكل فرد منهم فأتاهم اللَّه من حيث لم يحتسبوا، قال تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَاد (١٩٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَاوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد (١٩٧)} [آل عمران]. قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: هذه الآية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا وتنعمهم فيها وتقلبهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب والملذات، وأنواع العز والغلية في بعض الأوقات فإن هذا كله متاع قليل ليس له ثبوت ولا بقاء بل يتمتعون به قليلاً ويعذبون عليه طويلاً وهذه أعلى حالة تكون للكافر، وقد رأيت ما تؤول إليه (١). اهـ.

الوقفة السابعة: أن على المؤمن أن يكون على يقين تام وعقيدة راسخة أن اللَّه يمحق الربا، وينصر دعوة المظلومين، وأن اللَّه ينصر دينه ويذل الكفر وأهله كما أخبر بذلك، سواء رأينا ذلك في حياتنا أم لم نره فقد يتأخر لحكمة إلاهية.

لأن البعض من الناس يشكك ويقول: عشرات السنين وهؤلاء الكفار يرابون ولم نر إلا مزيداً من القوة الاقتصادية، وعشرات السنين وهم يذبحون المسلمين بل ويتفننون في تعذيبهم ولم ينتقم اللَّه منهم، فأين دعوات المظلومين؟ ! فالجواب عن ذلك في قوله تعالى:


(١) تفسير ابن سعدي ص: ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>