للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون (٦٥)} [يس].

ومنها وزن الأعمال الحسنات والسيئات، فأما المؤمن فتوزن حسناته وسيئاته ليتبين مقدار ما عمله، قال تعالى: {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يِظْلِمُون (٩)} [الأعراف].

وأما الكافر فتوزن أعماله لإقامة الحجة عليه وتوبيخه وتقريعه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «يراد بالحساب عرض أعمال الكفار عليهم وتوبيخهم عليها، ويراد بالحساب موازنة الحسنات بالسيئات؛ فإن أُريد بالحساب المعنى الأول فلا ريب أنهم محاسبون، وإن أُريد به المعنى الثاني فإن قصد بذلك أن الكفار تبقى لهم حسنات يستحقون بها الجنة فهذا خطأ ظاهر» (١). اهـ، وقال في موضع آخر: والنار دركات فإذا كان بعض الكفار أشد عذاباً من بعض لكثرة سيئاته وقلة حسناته كان الحساب لبيان مراتب العذاب لا لأجل دخولهم الجنة (٢) اهـ.

قال ابن كثير: وأما الكفار فتوزن أعمالهم وإن لم تكن لهم حسنات تنفعهم يقابل بها كفرهم لإظهار شقائهم وفضيحتهم على رؤوس الخلائق (٣). اهـ.

روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي اللهُ عنهما أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:


(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٣٠٥).
(٢) مجموع الفتاوى (٤/ ٣٠٥).
(٣) النهاية لابن كثير (٢/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>