فقوله تعالى:{لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَاّ قَلِيلاً}، أي إلا زماناً قليلاً إذ لا يسكنها إلا المارة يوماً أو بعض يوم، وبقيت شاهدة على مصرع أهلها وفنائهم وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
قوله تعالى: {وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِين (٥٨)} أي: منهم إذ لم يخلفهم أحد يتصرف تصرفهم في ديارهم وأموالهم بل كان اللَّه وحده الوارث لديارهم وأموالهم، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُون (٤٠)} [مريم].
ثالثاً: حث اللَّه عباده المؤمنين على النفقة في سبيله وذكرهم أنهم مستخلفون فيما عندهم من الأموال لا يملكونها حقيقة وإنما المال مال اللَّه، قال تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِير (٧)} [الحديد]. روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى،