للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«يُصَلُّونَ: يُبَرَّكُونَ» هكذا علقه البخاري عنهما (١). قال ابن كثير: «المقصود من الآية: أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً» (٢).

وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى اللهُ عليه وسلم منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ» (٣).

وروى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» (٤).

وروى الترمذي في سننه من حديث أُبي بن كعب رضي اللهُ عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي، فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ،


(١) صحيح البخاري ص: ٩٣٧ باب قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}.
(٢) تفسير ابن كثير (١١/ ٢١٠).
(٣) (١٩/ ٥٧) برقم ١١٩٩٨ وقال محققوه: حديث صحيح.
(٤) برقم ٢٠٤٢ وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي (١/ ٣٨٣) برقم ١٧٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>