للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِم كُلَّ حَدَبٍ وَشَوكٍ» (١).

ومنها أن المتقين يُحشرون على أحسن مركب. قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦)} [مريم: ٨٥ - ٨٦]. أي عطاشاً، وقال جمع من المفسرين: إنهم يُحشرون - أي المتقين - على الإبل النجائب تكريماً لهم، ويُحشر الناس يوم القيامة على أرض غير هذه الأرض. قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار (٤٨)} [إبراهيم: ٤٨].

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سهل ابن سعد رضي اللهُ عنه قال: سمعت رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم يقول: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ (٢)، كَقُرْصَةِ نَقِيٍّ» قَالَ سَهْلٌ أَوْ غَيْرُهُ: «لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لأَحَدٍ» (٣).

وأخبر النبي صلى اللهُ عليه وسلم أن الوقت الذي تبدل فيه الأرض غير الأرض والسماوات هو وقت مرور الناس على الصراط. روى مسلم في صحيحه


(١) (١٤/ ٢٨٩) برقم ٨٦٤٧ وقال محققوه حسن لغيره، قوله: صنف مشاة، وصنف ركبان، قال السندي: هم أهل الإيمان عوامه وخواصهم. يتقون بوجوههم كل حدبٍ، الحدب بفتحتين الغليظ المرتفع من الارض، أي يجعلون وجوههم مكان الأيدي والأرجل في التوقي عن مؤذيات الطرق، وقد غلت أيديهم وأرجلهم، وذلك لما لم يجعلوها ساجدة لخالقها.
(٢) عفراء: قال الخطابي العفر بياض ليس بناصع، وقال ابن فارس: معنى عفراء خالصة البياض، والنقي: أي الدقيق النقي من الغش والنخالة، والمعلم: هو العلامة التي يهتدي بها إلى الطريق كالجبل والصخرة، فتح الباري (١١/ ٣٧٥).
(٣) برقم ٦٥٢١ وصحيح مسلم برقم ٢٧٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>