للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» (١).

قال ابن جرير: حليم ذو أناة لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم (٢)، وقال الخطابي: هو ذو الصفح، والأناة الذي لا يستفزه غضب، ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص. ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم، إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة والمتأني الذي لا يعاجل بالعقوبة، قال الشاعر:

لَا يُدْرِكُ المَجدَ أقوامٌ وإن كَرُمُوا

حتى يَذِلُّوا وإن عَزُّوا لأقوامِ

ويُشتَموا فترى الألوان مسفرةً

لا صفح ذُلٍّ ولكن صفحَ أحلاِ (٣)

قال ابن كثير: «حَلِيمٌ غَفُورٌ» أن يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه، وهو يحلم فيؤخر ويُنْظِر ويؤجِّل ولا يعجل، ويستر آخرين ويغفر (٤).

ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:

أولاً: إثبات صفة الحلم لله عز وجل وهي الصفح عن العصاة من العباد وتأجيل عقوبتهم لعلهم يتوبوا ويرجعوا.

ثانياً: سؤال المؤمن ربه بهذه الصفة العظيمة الحلم فيقول: يا حليم اعف عني، واصفح واستر.


(١) صحيح البخاري برقم ٦٣٤٥ وصحيح مسلم برقم ٢٧٣٠ واللفظ له.
(٢) جامع البيان (٢/ ١٣٥٨).
(٣) شأن الدعاء ص: ٦٣ - ٦٤.
(٤) تفسير ابن كثير (١١/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>