للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَّارِد} [الصافات: ٧]. وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٩)} [فاطر: ٤١]. وهو سبحانه يحفظ عبده من المهالك ومن مصارع السوء كقوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} [الرعد: ١١]. أي بأمره، ويحفظ على الخلق أعمارهم ويُحصي عليهم أقوالهم ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مُواقَعَةِ الذنوب ويحرسهم من مكائد الشيطان ليسلموا من فتنته وشرِّه (١).

ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين:

أولًا: أن الحافظ لهذه السماوات السبع والأرضين وما فيها هو الله وحده لا شريك له، وهو سبحانه يحفظ السماء أن تقع على الأرض، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُون} [الأنبياء: ٣٢]. وقال سبحانه: {وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلَاّ بِإِذْنِهِ} [الحج: ٦٥].

ثانياً: أن الله سبحانه يحفظ أعمال عباده فلا يضيع منها شيئاً ويوافيهم بها يوم الحساب، وفي الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا» (٢). وقال تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا} [النبأ: ٢٩]. وقد وَكَّلَ بهذه الأعمال حَفَظَةً كِراماً من الملائكة، قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِين (١٠) كِرَامًا كَاتِبِين (١١)


(١) شأن الدعاء ص: ٦٧ - ٦٨.
(٢) جزء من حديث في صحيح مسلم برقم ٢٥٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>