للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى اللهُ عليه وسلم أني مِنْ أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم (١).

إنه الإمام الحبر فقيه الأمة عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي المكي المهاجري أبو عبد الرحمن، حليف بني زهرة، كان رضي اللهُ عنه رجلاً نحيفاً قصيراً، شديد الأدمة (٢)، قال عنه الذهبي: كان معدوداً في أذكياء العلماء، وقد روى عبد الله الكثير من الأحاديث عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم.

وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم تبين فضله ومكانته العظيمة، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى رضي اللهُ عنه قال: «قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ فَمَكَثْنَا حِينًا ومَا نَرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ» (٣).

وروى البخاري في صحيحه من حديث عبد الرحمن ابن يزيد رضي اللهُ عنه قال: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنَ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم حَتَّى نَاخُذَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِالنَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ (٤).

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي الأحوص رضي اللهُ عنه قال: «شَهِدْتُ أَبَا مُوسَى وَأَبَا مَسْعُودٍ حِينَ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ؟ فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ ذَاكَ، إِنْ كَانَ لَيُؤْذَنُ


(١) صحيح البخاري برقم ٥٠٠٠ وصحيح مسلم برقم ٢٤٦٢.
(٢) أي السواد.
(٣) برقم ٣٧٦٣ وصحيح مسلم برقم ٢٤٦٠.
(٤) برقم ٣٧٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>