للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ينبغي للمؤمن أن يحتقر العمل وإن كان قليلاً، فقد حَذَّرَ النبي صلى اللهُ عليه وسلم من ذلك فقال: «لَا تُحَقِّرَنَّ مِنَ المَعرُوفِ شَيئًا» (١)، فقد يُقبل هذا العمل ويكون سبباً لدخوله الجنة، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ، كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا، فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ» (٢).

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ» (٣).

قال ابن حجر: «ينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه، ولا في قليل من الشر أن يجتنبه، فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها، ولا السيئة التي يسخط عليه بها» (٤).

وقد لا يُقْبَلُ العمل وإن كان كثيراً في نظر صاحبه، إما لِعُجبٍ، أو رياءٍ، أو غرورٍ، أو منةٍ صاحبت ذلك العمل، فكانت سبباً لِرَدِّهِ، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى} [البقرة: ٢٦٤].

وأعظم موانع قبول العمل: الشرك، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا


(١) صحيح مسلم برقم ٢٦٢٦.
(٢) برقم ٣٤٦٧ وصحيح مسلم برقم ٢٢٤٥.
(٣) برقم ١٩١٤ وأخرجه البخاري برقم ٢٤٧٢ بنحوه.
(٤) فتح الباري (١١/ ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>