للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَرَدْنَا بَنِي عَمِّنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم: «قُمْ يَا حَمْزَةُ، قُمْ يَا عَلِيُّ، قُمْ يَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ»، فَأَقْبَلَ حَمْزَةُ إِلَى عُتْبَةَ، وَأَقْبَلْتُ إِلَى شَيْبَةَ، وَاخْتُلِفَ بَيْنَ عُبَيْدَةَ وَالْوَلِيدِ ضَرْبَتَانِ، فَأَثْخَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، ثُمَّ مِلْنَا عَلَى الْوَلِيدِ فَقَتَلْنَاهُ، وَاحْتَمَلْنَا عُبَيْدَةَ» (١).

من مشاهد وأحداث المعركة:

مقتل أبي جهل لعنه الله: وأبو جهل عمرو بن هشام ما هو إلا حلقة من حلقات الظلم والطغيان ضد الحق، فمثله كثير. إن فرعون موسى انتهى بالغرق، وقوم هود، وصالح، ولوط هلكوا، وكل ظالم متكبر لا بد أن ينتهي تلك النهاية المؤلمة.

قال تعالى: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون (٤٠)} [العنكبوت: ٤٠].

وانتهى أبو جهل، ورمي بالقليب بعد تلك الكبرياء التي أرادها للباطل على الحق، ولكن التاريخ البشري يشهد أن الحق هو الذي يبقى، وقديماً قيل: «دَوْلَةُ البَاطِلِ سَاعَةٌ، وَدَوْلَةُ الْحَقِّ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ» (٢).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي اللهُ عنه قال: «بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ


(١) برقم ٢٦٦٥ وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٥٠٧) برقم ٢٣٢١.
(٢) انظر: مرويات غزوة بدر للعليمي ص: ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>