للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: يَا عُرْوَةُ: هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فِيهِ؟ قُلْتُ: فِيهِ فَلَّةٌ (١) فَلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: صَدَقْتَ، بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ (٢)، ثُمَّ رَدَّهُ عَلَى عُرْوَةَ. قَالَ هِشَامٌ: فَأَقَمْنَاهُ بَيْنَنَا ثَلَاثَةَ آلَافٍ، وَأَخَذَهُ بَعْضُنَا، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ» (٣).

قال الحافظ في الفتح: «قوله: صدقت بهن فلول من قراع الكتائب هذا شطر من بيت مشهور من قصيدة مشهورة للنابغة الذبياني، وأولها:

كليني لِهَمِّ يَا أُمَيْمَة نَاصب

ولَيلٍ أُقَاسِيه بِطِيءِ الكَوَاكِبِ

ولا عَيْبَ فِيْهم غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُم

بِهِنَّ فلُولُ مِن قِراعِ الكَتَائِبِ

وهو من المدح في معرض الذم، لأن الفل في السيف نقص حسي لكنه لما كان دليلاً على قوة ساعد صاحبه، كان من جملة كماله» (٤).

وفي رواية أخرى عن عروة رضي اللهُ عنه قال: «كَانَ سَيْفُ الزُّبَيْرِ ابْنِ الْعَوَّامِ مُحَلًّى بِفِضَّةٍ» (٥).

وروى البخاري في صحيحه من حديث عروة بن الزبير رضي اللهُ عنه: «أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم قَالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلَا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ، فَقَالُوا: لَا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ، فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا،


(١) الفلة: الثملة في السيف وجمعها: فلول. النهاية في غريب الحديث (٣/ ٤٧٢).
(٢) أي قتال الجيوش ومحاربتها.
(٣) برقم ٣٩٧٣.
(٤) فتح الباري (٧/ ٣٠٠).
(٥) صحيح البخاري برقم ٣٩٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>