للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر الناس في شهوات الدنيا، ونسوا أهوال الآخرة وأترفوا أبدانهم، وأتلفوا أديانهم، أقبلوا على الأمور المادية المحسوسة، وأعرضوا عن الأمور الغيبية الموعودة التي هي المصير الحتمي، والغاية الأكيدة، قَالَ تَعَالَى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُون (٦٠)} [الذاريات: ٦٠].

إن كثيرًا من أهل هذا العصر تهاونوا بأمر الكسوف، فلم يقيموا له وزنًا، ولم يحرك منهم ساكنًا وما ذاك إلا لضعف إيمانهم، وجهلهم بما جاء عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم واعتمادهم على ما علم من أسباب الكسوف الطبيعية، وغفلتهم عن الأسباب الشرعية، والحكمة البالغة التي من أجلها يحدث الله الكسوف بأسبابه الطبيعية، فالكسوف له أسباب طبيعية يقر بها المؤمنون والكافرون، وله أسباب شرعية يقر بها المؤمنون وينكرها الكافرون، ويتهاون بها ضعيفوا الإيمان، فلا يقومون بما أمرهم به رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم من الفزع إلى الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق» (١). اهـ.

وينبغي للمؤمن عند حدوث الكسوف أن يفزع للأمور التالية:

أولًا: الصلاة على الصفة المتقدم ذكرها لِقَولِهِ صلى اللهُ عليه وسلم: «فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ» (٢). والسنة إطالة القراءة في الصلاة، فقد كانت قراءته صلى اللهُ عليه وسلم في الركوع الأول من الركعة الأولى


(١) «الضياء اللامع من الخطب الجوامع» (ص: ٢٧٠ - ٢٧١) مختصرًا.
(٢) «صحيح مسلم» (برقم ٩٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>