للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَا» (١).

قال ابن حجر: «الكوثر نهر داخل الجنة، وماؤه يصب في الحوض» (٢).

قَولُهُ تَعَالَى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر (٢)} أي: كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك النهر الذي تقدم وصفه، فأخلص لربك صلاتك ونحرك واعبده وحده لا شريك له، وانحر على اسمه وحده لا شريك له كما قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين (١٦٣)} [الأنعام: ١٦٢ - ١٦٣].

قال ابن جرير بعد ما ذكر الأقوال في تفسير قَولِهِ تَعَالَى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر (٢)}: والصواب قول من قال: معنى ذلك: فاجعل صلاتك كلها لربك خالصًا دون ما سواه من الأنداد والأضداد، وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان شكرًا له على ما أعطاك من الكرامة والخير الذي لا كفء له، وخصَّك به من إعطائه إياك الكوثر (٣).

وخصَّ هاتين العبادتين بالذكر؛ لأنهما أفضلُ العبادات وأَجَلُّ القربات، ولأن الصلاة تتضمَّن الخضوع في القلب والجوارح لله


(١) «صحيح مسلم» (برقم ٢٣٠٠).
(٢) «فتح الباري» (١١/ ٤٦٦).
(٣) «تفسير الطبري» (١٠/ ٨٨٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>