للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن حنبل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي، ويُكنى بأبي عبد الله.

قال الشافعي: خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلًا أفضل، ولا أعلم ولا أتقى، من أحمد بن حنبل، وقال إسحاق بن راهوية: أحمد حجة بين الله وخلقه.

قال الذهبي: كان أحمد عظيم الشأن، رأسًا في الحديث، وفي الفقه، وفي التأله، أثنى عليه خلق من خصومه، فما الظن بإخوانه وأقرانه؟ وكان مهيبًا في ذات الله، حتى قال أبو عبيد: ما هبت أحدًا في مسألة ما هبت أحمد بن حنبل.

وكان يجتمع في مجلس أحمد خمسة آلاف، أو يزيدون؛ نحو خمس مائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت، وسأله أحد أصحابه ذات يوم: إلى متى تستمر في طلب العلم وقد أصبحت إمامًا للمسلمين؟ فقال له: من المحبرة إلى المقبرة.

وكان رحمه الله متفقهًا زاهدًا في الدنيا، قال النسائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزهد، والصبر، وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيته ذكر الدنيا قط.

قال أحمد بن سنان: بلغني أن أحمد بن حنبل رهن نعله عند خباز باليمن، وأكرى نفسه من جمالين عند خروجه، وعرض عليه عبد الرزاق دراهم فلم يقبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>