للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممن عذبه، فمن ذلك أنه قال: كل من ذكرني ففي حِلٍّ إلا مُبْتَدِعًا، وقد جعلت أبا إسحاق - يعني المعتصم - في حِلٍّ، ورأيت الله يقول: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: ٢٢]. وأمر النبي صلى اللهُ عليه وسلم أبا بكر بالعفو في قصة مِسْطَحٍ، قال أبو عبد الله: وما ينفعك أن يُعذب أخاك المسلم بسببك؟ ولتعف، وتصفح فيغفر الله لك كما وعدك، وكان يقول لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز، قال عبد الوهاب الورَّاق: ما بلغنا أن جمعًا في الجاهلية، ولا الإسلام مثله - يعني من شهد الجنازة -، حتى بلغنا أن الموضع مسح وحرز على الصحيح، فإذا هو نحو من ألف ألف - يعني مليون - وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع، والدروب، ينادون: من أراد الوضوء (١).

وكان وفاته لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول يوم الجمعة سنة (٢٤١ هـ)، رحمه الله رحمة واسعة.

وجزاه عن الإسلام، والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا به في دار كرامته مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.


(١) «سير أعلام النبلاء» (١١/ ١٧٧ - ٣٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>