يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون (٨٢)} [الأنعام: ٨٢]. وقال تعالى ممتنًّا على أهل سبأ بهذه النعمة: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِين (١٨)} [سبأ: ١٨].
روى الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ رضي اللهُ عنه وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» (١).
ثانيًا: أن دوام هذه النعم وبقاءها إنما يكون بشكرها وذلك بإخلاص العبادة له وطاعته واجتناب نواهيه، قَالَ تَعَالَى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون (٥٥)} [النور: ٥٥]. وقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد (٧)} [إبراهيم: ٧].
ثالثًا: أن شكر هذه النعم يكون بالقلب والقول والفعل، قَالَ تَعَالَى: {وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} [لقمان: ١٢].وقَالَ تَعَالَى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور (١٣)} [سبأ: ١٣]. وذهاب هذه النعم إنما يكون بالمعاصي والذنوب، قَالَ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى
(١) «سنن الترمذي» (برقم ٢٣٤٦)، وحسنه الألباني في «صحيح سنن الترمذي» (٢/ ٢٧٤) (برقم ١٩١٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute