للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خُدِشَ بِسَهْمٍ، يَنْقَطِعُ قَلْبُهُ، وَتَخُوْرُ قِوَاهُ (١).

قيل لعبد الملك: من أشجع العرب في شعره؟ فقال: عباس ابن مرداس حين يقول:

أَشُدُّ عَلَى الكَتِيبَةِ لَا أُبَالِي ... أَحَتْفِي كَانَ فِيهَا أَمْ سِوَاهَا

وهذا أشجع بيت قالته العرب.

وهذه أبيات في ذم الجبن، قال الشاعر:

تَأَخَّرْتُ أَسْتَبْقِي الحَيَاةَ فَلَمْ أَجِدْ ... لِنَفْسِي حَيَاةً مِثْلَ أَنْ أَتَقَّدَمَا

فَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِن عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدَّمَا

وقال آخر:

أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الحُرُوبِ نَعَامَةُ ... فَتْخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيرِ الصَّافِرِ

هَلَّا بَرَزْتَ إِلَى غَزَالَةٍ فِي الوَغَى ... بَلْ كَانَ قَلْبُكَ فِي جَنَاحَيْ طَائِرِ

وغزالة امرأة شبيب الخارجي، قال ابن كثير: كانت أيضًا شديدة البأس تقاتل قتالًا شديدًا يعجز عنه الأبطال من الرجال، وكان الحجاج يخاف منها أشد الخوف، حتى قال فيه بعض الشعراء وذكر البيتين (٢).

ومن مفاسد الجبن:

أولًا: أنه من صفات المنافقين التي ينبغي للمؤمن أن يترفع عنها.


(١) «سير أعلام النبلاء» (١/ ٢٥١).
(٢) «البداية والنهاية» (١٢/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>