قَولُهُ تَعَالَى: {وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد (٥)}، أي: لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته، بل قد اخترعتم شيئًا من تلقاء أنفسكم كما قَالَ تَعَالَى: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَاّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (٢٣)} [النجم: ٢٣]، فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه، فإن العابد لا بد له من معبود يعبده، وعبادة يسلكها إليه، فالرسول وأتباعه يعبدون الله بما شرعه، ولهذا كانت كلمة الإسلام (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أي لا معبود بحق إلا الله، ولا طريق إليه إلا بما جاء به رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم، والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله، قَالَ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَاذَن بِهِ اللَّهُ}[الشورى: ٢١].