للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يقول: يا قوم أسلموا فإن محمدًا يُعطي عطاءً لا يخشى الفاقة (١).

قال ابن القيِّم رحمه الله: «الجبن والبخل قرينان، فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل» (٢).

قال الشاعر:

إِذَا كُنْتَ جَمَّاعًا لِمَالِكَ مُمْسِكًا

فَأَنْتَ عَلَيْهِ خَازِنٌ وَأَمِينُ

تُؤَدِّيهِ مَذْمُومًا إِلَى غَيْرِ حَامِدٍ

فَيَاكُلَهُ عَفْوًا وَأَنْتَ دَفِينُ

وقال آخر:

إِذَا جَادَتِ الدُّنيَا عَلَيكَ فَجُدْ بِهَا

عَلَى النَّاسِ طُرًّا إِنَّهَا تَتَقَلَّبُ

فَلَا الجُودُ يُفْنِيهَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ

وَلَا البُخلُ يُبقِيهَا إِذَا هِيَ تَذهَبُ

وقال ابن مفلح رحمه الله: «عجبًا للبخيل المتعجل للفقر الذي منه هرب، والمؤخر للسعة التي إياها طلب، ولعله يموت بين هربه وطلبه، فيكون عيشه في الدنيا عيش الفقراء وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء، مع أنك لم تر بخيلًا إلا غيره أسعد بمالِهِ منه لأنه في الدنيا مهتم بجمعه، وفي الآخرة آثم بمنعه، وغيره آمن في الدنيا من همه، وناج في الآخرة من إثمه» (٣). اهـ

قال حبيش الثقفي: «قعدت مع أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين


(١) «صحيح مسلم» (برقم ٢٣١٢).
(٢) «الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي» (ص: ٨٥).
(٣) «الآداب الشرعية» (٣/ ٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>