للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَلِيم (٥٠)} [الحجر: ٤٩ - ٥٠]. أما الغفار ففي قَولِهِ تَعَالَى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّار (٦٦)} [ص: ٦٦]. وقَالَ تَعَالَى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠)} [نوح: ١٠].

وأما الغافر فقد ورد مرة واحدة في القرآن، قَالَ تَعَالَى: {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر: ٣].

قال الزجَّاج: معنى الغفر في حق الله سبحانه: هو الذي يستر ذنوب عباده، ويغطيهم بستره (١)، وقال الحليمي: الغافر هو الذي يستر على المذنب، ولا يؤاخذه فيشهره ويفضحه، وأما الغفور فهو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده، ويزيد عفوه على مؤاخذته (٢).

ومن كرم الله، وعظيم مغفرته قَولُهُ تَعَالَى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم (٥٣)} [الزمر: ٥٣]. قال الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله: «فيا لها من بشارة ترتاح لها قلوب المؤمنين المحسنين ظنهم بربهم الصادقين في رجائه الخالعين لثياب القنوط، الرافضين لسوء الظن بمن لا يتعاظمه ذنب، ولا يبخل بمغفرته ورحمته على عباده المتوجهين إليه في طلب العفو، الملتجئين به في مغفرة ذنوبهم وما أحسن ما علل به سبحانه هذا الكلام قائلًا: إنه هو الغفور الرحيم، أي كثير المغفرة، والرحمة


(١) «تفسير أسماء الله الحسنى» (ص: ٣٨).
(٢) «المنهاج» (١/ ١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>