روى الإمام أحمد في مسنده من حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«وَالَّذِي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ».
فقال رجل من اليهود: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، قال: فقال له رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: «حَاجَةُ أَحَدِهِم عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضَمَر»(١).
وقوله:{فِيهَا خَالِدُونَ} هو تمام السعادة فإنهم مع هذا النعيم في مقام أمين من الموت والانقطاع، فهو نعيم سرمدي أبدي.
ومن فوائد الآية الكريمة: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه: من أحكام القرآن:
أَولاً: أنه ينبغي أن يبشر العامل بما يستحق من الثواب، لأن ذلك أبلغ في نشاطه ومثابرته على العمل.
ثانيًا: أن البشرى بالجنة لا تكون إلا لمن آمن وعمل صالحًا، فمجرد العقيدة لا تكفي للبشارة بالجنة؛ بل لا بد من إيمان وعمل، ولهذا يربط الله تعالى دائمًا الإِيمان بالعمل الصالح.
ثالثًا: أن في الجنة أنهارًا وثمارًا، ولكنها تختلف عما في الدنيا اختلافًا عظيمًا لا يمكن أن يدركه الإِنسان بحسه في الدنيا كما قال تعالى:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السجدة: ١٧].
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ اللهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنَ
(١) مسند الإمام أحمد (٣٢/ ٦٥) برقم (١٩٣١٤)، وقال محققوه: حديث صحيح.