إلى التفصيل في أحوال الناس ومعيشتهم، فلان طلق زوجته، فلان طرد من وظيفته، فلان خسر في تجارته، وهكذا يذهب الوقت في قيل وقال.
ولا شك أن ما سبق يوقع المسلم في عدد من المخالفات الشرعية، فمن ذلك:
أولًا: أن هذا من لغو الكلام الذي ينبغي الإعراض عنه والاشتغال عنه بما يفيد، قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون (٣)} [المؤمنون: ٣]. قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله:«ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أن من صفات المؤمنين المفلحين إعراضهم عن اللغو وأصل اللغو ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال، فيدخل فيه اللعب واللهو والهزل وما توجب المروءة تركه».
وما أثنى الله به على المؤمنين المفلحين في هذه الآية أشار له في غير هذا الموضع كَقَولِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢)} [الفرقان: ٧٢]. ومن مرورهم به كرامًا: إعراضهم عنه وعدم مشاركتهم أصحابه فيه، قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ}[القصص: ٥٥](١).
قال ابن حزم رحمه الله: رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقسامًا ثلاثة، أحدهما: من لا يبالي فيما أنفق كلامه فيتكلم بكل ما سبق إلى