للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك الجزع لأقررت بها عينك (١).

قال أبو طالب في شعره:

وَلَقَدْ عَلمْتُ بَأَنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ ... مِنَ خَيرِأَدْيانِ البْرِيَّة دِينًا

لَوْلا الملامَةُ أوْ حذارِ مَسَبَّةٍ ... لوَجدْتني سمْحًا بِذَاكَ مُبِينًا

وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن عبد الله ابن أبي أمية ابن المغيرة قد أسلم وحسن إسلامه في آخر حياته (٢)، أما أبو جهل الطاغية المعروف فقد قتل يوم بدر على الكفر.

وفي هذا الحديث فوائد كثيرة من ذلك:

أولاً: أنه لا يجوز الاستغفار للمشركين، ولا الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة ودخول الجنة والنجاة من النار.

روى مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: «اسْتَاذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَاذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» (٣).

قال ابن كثير رحمه الله: وقد قدمنا ما كان يتعاطاه أبو طالب من المحاماة والمحاجة والممانعة عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - والدفع عنه وعن أصحابه وما قاله فيه من الممادح والثناء وما أظهره له ولأصحابه من المودة والمحبة والشفقة في أشعاره التي أسلفناها وما تضمنته من العيب والتنقص لمن خالفه وكذبه بتلك العبارة الفصيحة البليغة الهاشمية المطلبية التي لا تُدانى ولا


(١) صحيح مسلم برقم (٢٥).
(٢) انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (٣/ ٣٦).
(٣) صحيح مسلم برقم (٩٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>